علامات يوم القيامة الكبرى

علامات يوم القيامة الكبرى

تأتي العلامات الكبرى ولا تزال الكثير من العلامات الصغرى تفعل فعلها في المجتمع البشري فتمتزج العلامات كلها

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالی عنه أَنَّ رَسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ((لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَحَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ؛ وَهُوَ القَتْلُ، وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ المَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ: لا أَرَبَ لِي بِهِ، وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي البُنْيَانِ، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ، وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ - يَعْنِي آمَنُوا – أَجْمَعُونَ؛ فَذَلِكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا، فَلا يَتَبَايَعَانِهِ وَلا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلا يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يُلِيطُ حَوْضَهُ فَلا يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلا يَطْعَمُهَا) (رواه البخاري)

لكن هناك علامات عشرة كبرى لها دلالة قاطعة على القرب الوشيك للقيامة وهي علامات متتابعة سريعة فعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(الأمارات خرزات منظومات بسلك فإذا انقطع السلك تبع بعضه بعضا) (رواه الحاكم)

وهذه هي العلامات العشر فعن حذيفة بن أَسِيدٍ الغفاري قال: اطلع النبي -صلى الله عليه وسلم- علينا ونحن نتذاكر فقال ما تذاكرون قالوا نذكر الساعة قال إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدُّخَانَ و الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسفٌ بالمشرق وخسفٌ بالمغرب وخسفٌ بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.و في رواية لا تكون حتى تكون عشر آيات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب والدخان والدجال ودابة الأرض ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها ونار تخرج من قُعْرَةِ عدن
تَرْحَل الناس و نزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم (رواه مسلم)

1ـ الدخان

 قال تعالى ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ * إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴾[ الدخان: 10-16]

2ـ، 3، 4  خسف في المشرق ، خسف في المغرب ، خسف في جزيرة العرب

معنى الخسف: يقال خسف المكان يخسف خسوفاً إذا ذهب في الأرض وغاب فيها ومنه قوله تعالى: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ [ القصص: 81]


عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيكون بعدي خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب»، قالت: قلتُ يا رسول الله: أيخسف بالأرض وفيها الصالحون؟ قال: «إذا أكثر أهلها الخبث» (رواه الطبراني)

 الخسوفاتُ الثلاثة من الأشراط الكبرى للقيامة وهي من علامات آخر الزمان وتختلف عن الخسوفات التي وقعت فيما مضي في أكثر من زمان فهي خسوفاتٌ عظيمة.قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: وقد وُجِد الخسف في مواضع، ولكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثلاثة قدرًا زائدًا على ما وُجِد؛ كأن يكون أعظمَ منه مكانًا أو قدرًا

 

5ـ الدابة

قال تعالى ﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُون ﴾ [سورة النمل: 82].

6ـ خروج الدجال:

عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإن بين عينيه مكتوب كافر (متفق عليه)

. عن عبد الله بن عمر ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- يوما بين ظهري الناس المسيح الدجال فقال:إن الله ليس بأعور ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ وَأَرَانِي الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجل آدَمُ كأحسن ما يرى من أُدْمِ الرجال تضرب لِمَّتُه بين منكبيه رَجِلُ الشعر يقطر رأسه ماء واضعا يديه على منكبي رجلين وهو يطوف بالبيت فقلت من هذا فقالوا هذا المسيح ابن مريم ثم رأيت رجلا وراءه جَعْدًا قَطِطًا أعور العين اليمنى كأشبه من رأيت بابن قَطَنٍ واضعا يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت فقلت من هذا قالوا المسيح الدجال (متفق عليه)

عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال ما شأنكم قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خَلَّةً بين الشأم والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله فاثبتوا قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض قال أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم قال لا اقدروا له قدره قلنا يا رسول الله وما إِسْرَاعُهُ في الأرض قال كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فَتُنْبِتُ فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذُرًا وَأَسْبَغَهُ ضروعا وأَمَدَّهُ خواصر ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخَرِبَةِ فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كَيَعَاسِيبِ النحل ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جَزْلَتَيْنِ رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم " (رواه مسلم).

 عن عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يقول: إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأَيُّهُمَا ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إِثْرِهَا قريبا " (رواه مسلم).

7ـ نزول عيسى عليه السلام:

 قال تعالى ﴿ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 157- 159].

 عن جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم تَعَالَ صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تَكْرِمَةَ الله هذه الأمة (رواه مسلم).

 وفي حديث أبي هريرة فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانْذَابَ حتى هلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته رواه مسلم.

و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فَيَكْسِرَ الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويَفِيضَ المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ثم يقول أبو هريرة واقرءوا إن شئتم ﴿ وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ﴾ (متفق عليه)

و في حديث النوّاس بن سمعان " فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مَهْرُودَتَيْنِ واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جُمَانٌ كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسِهِ إلا مات ونَفَسُهُ ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لُدٍّ فيقتله ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يَدَانِ لأحد بقتالهم فَحَرِّزْ عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج " رواه مسلم.

 عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: الأنبياء إخوة لِعَلَّاتٍ أمهاتهم شتى ودينهم واحد وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رَجُلا مَرْبُوعا إلى الحمرة والبياض عليه ثوبان مُمَصَّرَان كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو الناس إلى الإسلام فيهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال وتقع الأمَنَةُ على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل والنِّمَارُ مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون (رواه أحمد).

و في حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فَيُهْلِكُهُ ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشأم فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كَبِدِ جبل لدخلته عليه حتى تقبضه فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا فيتمثل لهم الشيطان فيقول ألا تستجيبون فيقولون فما تأمرنا فيأمرهم بعبادة الأوثان وهم في ذلك دَارٌّ رِزْقُهُمْ حَسَنٌ عَيْشُهُمْ ثم ينفخ في الصور " رواه مسلم.

8ـ ظهور يأجوج ومأجوج:

قال تعالى ﴿ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا * وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴾[الكهف: 98-99].

 قال تعالى ﴿ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 96-97].

وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم -دخل عليها فزعا يقول: لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فُتِح اليوم من رَدْمِ يأجوجَ ومأجوجَ مثلُ هذه وحلق بإصبعه الإبهامِ والتي تليها قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أَنَهْلِكُ وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخَبَثُ" (متفق عليه)

و عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال: إن يأجوج ومأجوج لَيَحْفِرُونَ السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا فيعودون إليه كَأَشَدِّ ما كان حتى إذا بلغت مدتُهم وأراد الله عز وجل أن يبعثهم إلى الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله ويستثني فيعودون إليه وهو كَهَيْئَتِهِ حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فَيُنَشِّفُونَ المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله عليهم نَغَفا في َقْفَائِهِمْ فيقتلُهم بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض لتسمن شكرا من لحومهم ودمائهم " (رواه الإمام أحمد)

 وفي حديث النوّاس بن سمعان ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يَدَانِ لأحد بقتالهم فَحَرِّزْ عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طَبَرِيَّةَ فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخَمَرِ وهو جبل بيت المقدس فيقولون لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء فيرمون بِنُشَّابِهم إلى السماء فيرد الله عليهم نُشَّابهم مخضوبة دما ويُحْصَر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيَرْغَبُ نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النَّغَفَ في رقابهم فيصبحون فَرْسَى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زَهَمُهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَفَةِ ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بِقِحْفِهَا ويبارك في الرِّسْل حتى أن اللِّقْحَة من الإبل لتكفي الفئام من الناس و اللِّقْحَة من البقر لتكفي القبيلة من الناس و اللِّقْحَة من الغنم لتكفي الفَخِذَ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة " رواه مسلم. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: لَيُحَجَّنَّ البيت ولَيُعْتَمَرَنَّ بعد خروج يأجوج ومأجوج " (رواه البخاري)

9ـ طلوع الشمس من المغرب

قال تعالى: ﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ ﴾ [سورة الأنعام: 158]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها ثم قرأ الآية (متفق عليه).

10ـ نار تطرد الناس إلى محشرهم

فعن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تخرج نار من حضرموت أو بحضرموت فتسوق الناس قلنا يا رسول الله ما تأمرنا قال عليكم بالشام (رواه أحمد).وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير ويحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا" (متفق عليه).

وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال: لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى (متفق عليه).

ولم يرد نص في ترتيب هذه العلامات العشرة الكبرى وقد سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين:هل أشراط الساعة الكبرى تأتي بالترتيب؟ فأجاب:"أشراط الساعة الكبرى بعضها مرتب ومعلوم، وبعضها غير مرتب ولا يعلم ترتيبه، فمما جاء مرتباً نزول عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج، والدجال فإن الدجال يبعث ثم ينزل عيسى بن مريم فيقتله ثم يخرج يأجوج ومأجوج.